حسام وصدر المجلس والرجل الوقور

حسام فتي قروي النشاة ... ذو ذكاء حاد يجعله هذا الذكاء لا يتقبل اي شئ امامه دون وجود مبررات طبيعيه .. وكثيرا ما يسأل عن السبب والمسبب .. كثير الاطلاع والقراءة .. يهتم بالادب والثقافه ويعلم من السياسه انها ادارة شئون العباد بما يرضي رب العباد او بصورة اشمل ادارة شئون الناس بما فيه رضي لرب الناس .. يري في قريته اشياء كثيرة لا تعجبه .. انحرافات كثيرة في مسالك الشباب .. و اشياء اخري غاب عنها الحاكم .. القريه تتحرك بسرعه لتواكب ركب التطور الذي بدأت بشائره تلوح .. الكهرباء العامه اصبحت في القريه وكذلك المواصلات السريعه .. والاغرب من ذلك وجود الانترنت .. اذهان خاليه في الماضي فتحت علي نوافذ عالميه فجاة ودون تمهيد .. واخرون يجلسون علي البروش في جلسه نقاء وانس جميل غير مبالين .. واخرون يلهثون خلف المزيد يصرخون نريد المزيد المزيد .. ومجموعه صغيرة تحفر في منتصف الطريق المرصوف ويقولون يوجد بترول هنا .. بل الحريه قبل الماء .. بل نريد الدواء .. فنحن الداء والداء يقتلنا .. وحسام يحتار ماذا يريد الناس ؟؟ فمن وجد شيئا كان حلما بالامس نسي واصبحت ذكري .. والذكري لا تكون الا في ذهن من شهدها .. وحسام يسير في الطرقات تائها .. وتقع علي مسامعه كلمات كثيرة غريبه ومألوفه .. احدهم يصرخ يا هتيفه يا منافقون .. يا من تسرقون قبل الصلاة وبعد الصلاة .. يا من تسرقون عند السحر .. سيشهد زوالكم رب البشر .. قد ان قد ان .. حسام يعلم معني السرقه ومعني المنافقون ولكنه لم يدرك معني هتيفه .. ربما مصدرها هتاف .. ان كان مصدر الكلمه هتاف فانا في ورطه هكذا يردد حسام في دواخله .. والهتاف هو اصدار الصوت العالي بكلمات مدح او ذم وهي حاله تعبيريه بالاعجاب او العكس .. فانا احب المريخ العظيم .. لا لا يجب ان اتحول الي الهلال فاني اهتف حبا للمريخ ويعود ويردد كيف بي الحال ان ثبت في قلبي حب الهلال واصبحت ............ ثم لا لا لن اغير المريخ وان كنت هتيفا .. والمدرسه في الدورة المدرسيه و نادي القادسيه .. وجدي عباس حينما جاء الرئيس هتف باعلي صوته مرحبا بالرئيس .. لا لا يمكن ان يكون جدي هكذا ,, فحسام يحب جده ,, ... ثم يقول حسام الافضل لي ان اتبع ذاك الذي كان يصرخ لعله يكون لديه تفسير لكل ما يدور في راسي ... وبالفعل يتبع حسام الرجل الصارخ حتي يدخل معه حوش كبير وفيه يجلس بعض الناس .. وبينهم رجل وقور الملمح .. وحينما يروه يقف الجميع تعظيما له بما فيهم الوقور ,, فيتعجب حسام قليلا من قيام الوقور .. المجلس به اناس اشكال واشكال .. وبين القوم فتي له فمان ياكل بهما .. كثير الكلام يتكلم في كل شئ وعن كل شئ ولا يقول لا اعرف شيئا .. واخرون ياتون ويذهبون كأنهم مدد لذلك المجلس او تمامه عدد او بالاصح ديكور يزين المجلس .. او محاولة من الرجل الصارخ اظهار قوميه المجلس .. ويلاحظ حسام ان الجميع في هذا المجلس يتكلمون في ان واحد ولكن بفطنته يدرك انهم يقولون شيئا واحدا بكلمات مختلفه .. وكل الكلام يذهب في حفرة حفرها الرجل الصارخ .. فالرجل من ذكائه صمم وضع مجلسه بحيث يكون الجميع متجهين نحو جهه واحده ,, فيسهل عليه جمع الكلام .. ومراقبه الفلتان .. ومع زحمه المكان نسي حسام لوهله سبب مجيئه .. ويفاجأ حسام بان الصلاة تقام .. ويعلو صوت الرجل الصارخ ان قومو الي الصلاة .. وتقدم الصارخ واخذ موضع الامام .. مع ان حسام توقع ان يصلي بهم الرجل الوقور فهمس ربما به عذر يمنع .. ودخلو في الصلاة وركع الامام ثم رفع من الركوع قائلا (( ربنا ولك الحمد )) .. فلم يقل احدهم شيئا .. فأراد حسام تصحيحه فلكذه من يقف جواره .. وكذلك الركعه الثانيه والثالثه والامام يكرر عند القيام ربنا ولك الحمد .. ربما فات حسام ان كل ما يقال في الصلاة هي الله اكبر وهي مكررة ويرددها الجميع خلف الامام وان القيام من الركوع يجعل المصطفين خلف الامام يردون بكلمه غير ما يقول الامام .. ولذلك اراد الامام ان يقطع عليهم الطريق ويقول هو ربنا ولك الحمد فلا يجدو ما يقولونه ... وبعد الصلاة يزحف حسام تجاه الامام ليقول له .. انك نسيت واجب التذكير في الصلاة ... فيقول الامام كيف ؟؟ فيقول حسام قول الامام عند الرفع من السجود سمع الله لمن حمده فيه تذكير واثبات بان الله يسمع لمن يحمده والسمع هنا ليس سمع الصوت فقط انما هنا سمع استجابه لما يطلبه العبد من رب العباد .. وحينما يردد المامومين ربنا ولك الحمد هي اثبات لمقوله رب العزة وان شكرتم لازيدنكم .. والزيادة هنا ليست زيادة نعمه الدنيا فقط انما معها نعيم الاخرة .. ويدرك الامام وهو يستمع الي حسام خطورة وجود حسام في مجلسه .. فيرد علي حسام بانه فقط يخشي اختلاف القوم .. فيرد حسام ولكنك تفسد الصلاة .. ويدخلان في جدل ويستنصر حسام بالرجل الوقور لعله يصحح باقي صلوات القوم فيكتشف حينها ان الرجل الوقور به عله الخرس ....
ربما نواصل