[color=blue][size=18][u]نشرب ان اردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
بيت من الشعر الجاهلي يدرس حتي عهد قريب ولا ادري ان كان ما زال ضمن المناهج ام لا .. ولكن قائل القصيده قالها في موضع يناسب بيئته وحياته .. ولكن نحن نستخدمها حسب فهمنا .. فلا نحن نعيش حياة بدويه ولا لدينا غزوات .. ومع ذلك يقولها البعض اعلاءا لنفسه بطريقه ما .. ويذكر ان احد الشوايقه كان يسكن في سكن جماعي مع بعض النوبيين محس ودناقله .. والجماعه عنصريه وجهويه ارادو ان يخرجوه من السكن .. فمنهم من يقلب له اشيائه راسا علي عقب .. ومنهم من يوقظه من نومه متعمدا دون سبب .. وتفننوا في سبل ايذائه .. والشايقي لا يتكلم ولا يحتج .. فقط يردد ويشرب غيرنا كدرا وطينا .. وحين يسمعوا منه تلك الكلمات يتاهبو جميعا في انتظار معركه شرسه ولكن الشايقي يخرج في هدوء متفاديا اي عراك .. فتاكد الجميع ان الشايقي انما هو فرقعه منفوخه او منتفخه ... ودون مقدمات يصحو الضمير الانساني لدي اهل الجهويه ويقرو باخطائهم تجاه الشايقي ومع تأنيب الضمير خرجت كلمات الاعتذار وكل واحد منهم يطلب السماح ويذكر له الاشياء التي ارتكبها في حقه ... سامحني انا فعلت كذا وكذا .. ومع تحرك المشاعر يتقبل الشايقي اعتذار الكل ..و يطلب منهم السماح والعفو عما كان يبدر منه شريطه الا يسالوه .. ولكن اشد الجهويين خصومه اراد ان يعرف لماذا كان الشايقي يردد (ويشرب غيرنا كدرا وطينا ) دون قتال فرفض الشايقي .. فقال الجميع بانهم سامحوه ويجب عليه ان يذكر لهم فعلته .. فقال الشايقي انا كنت اتبول لكم في زير الماء .... وهكذا الكدر وهكذا الطين .. دون فتونه وعراك .. وهو فهم خاص لذلك البيت من الشعر الجاهلي ..
ومع المحسي نجد فهما اخر .. فقد حفظ المسكين القصيده بالضرب المبرح .. وهو يردد اكيد هذا الشاعر ابن الكلب واحد من عرب ناس تكل الله .. الا فمن اين عرف ( الكدر ) يقصد الخرسانه لمن فاته نعمه تعلم النوبيه ,, ومع مرور السنوات وتقلب مواضع الحياة .. يجد صديقنا ان معركه الحياة صعبه .. وان القبه التي بناها انما هي قبه هشه لا اساس لها .. وحتي ان كانت لها معجبين ومهللين من رؤيتها .. وكأن الاقدار ارادت ان تزيد من توجساته او تعجل بالقضاء عليه .. فساقت اليه من يبني قصرا جميلا قباله قبته .. فنال القصر استحسان العابرين .. مما زاد في حنقه وحقده تجاه القصر وصاحبه .. ومع التفكير في الاذيه وجد المحسي ان القبه والقصر كلاهما ذات نبع واحد او يشربون من نبع واحد لنكون اكثر وضوحا .. فياتي الماء منسابا ويتم تجميعه في حوض كبير قباله القصر ومن ثم ينقل الي الداخل .. وكذلك الحال مع القبه .. فسرعه اندفاع الماء يحمل كثيرا من الطمي فيتعكر الماء فيظل متعكرا ايام كثيرة حتي تصفو في الحوض الطيني .. ويقف المحسي امام حوض القصر قائلا صدق الشاعر حين قال ويشرب غيرنا كدرا وطينا .. ولكن اين الكدر .. فقرر ان ينفذ ما فهمه من القصيده .. فقرر ان ينقل كميات من الخرسانه الي حوض القصر .. حتي يشرب صاحب القصر الكدر مع الطين .. وبالفعل يملا الحوض خرسانه ليلا .. ليفاجأ صباحا ان صاحب القصر انما يشرب ماء نقيا صافيا .. دون عناء ولو جلسوا يفكروا دهرا لما توصلو لفكرة الخرسانه .. ولكنه القدر يجعل كثيرا من المضرات نوافع [/color]..