يبدو اننا احوج الي القصه هذه الايام كثيرا ... هي قصه بسيطه في مظهرها وعميقه في جوهرها .. وابطالها شيخ معلم وطالب معجب بشيخه ويؤمن بعلمه ... الطالب لا يفوت فرصه ممكن تجمعه بالشيخ الا ويعتصر ما للشيخ من علم ,, بل يصنع فرصا ومواقف لقضاء اكبر وقت مع شيخه .. طالب مجتهد .. مجد في امور دينه ..
الشيخ رجل ورع في مسلكه ,, تقي في تدينه ,, عالم متواضع في معشره ,, جهبذا في علمه ,, يعطي عطاء المسؤولين العارفين بذله مواضع الاقدام يوم لقاء المنان .. ممن يخاطبون القلوب دون كلمات .. ويحاورون العقول المليئه بالاستفهامات .. له مجلس علم يرتاده الطالبون نعيم الاخرة من العامه .. والمتحسسين عز الدنيا وجمال ثوبها من الخاصه .. فالعلم عز في الدنيا ومنجاة في الاخرة برحمه المولي واخلاص العالم والمتعلم للمولي عز وجل ..
الطالب يدعو شيخه يوما الي وجبه الغداء .. والشيخ يستجيب لقول المصطفي صلوات الله وسلامه عليه ( لو دعيت لكراع لاجبت ) .. الطالب لا تسعه الدنيا فرحا لان شيخه سيدخل بيته ويتناول طعامه .. فيسرع الي اهل بيته ويشرع في ترتيب كل شئ ., ولا يترك شيئا الا وحركه .. المجلس معد لراحه الشيخ .. والطعام وكل شئ مرتب كما تمني .. الشيخ يدخل ويجلس بعد القاء التحيه علي اهل بيت الطالب .. فتتحرك الكلمات وتدور حلقه علم مصغره ,, كل هذا في هدوء تام .. لا يسمع لاهل بيت الطالب اي ازعاج او ما يعكر صفو تلك الجلسه .. ومع اكتمال اعداد الطعام تنادي الزوجه علي زوجها بان بارك الله في طعامكما فهو جاهز الان .. فيدخل الطالب محضرا ما جادت به يد زوجته شاكرا لها .. وحامدا الله علي نعمه الزوجه الصالحه .. ويضع الطعام امام شيخه ... وباسم الله يبداو .. وفجاة تدخل دجاجه كانت خارج البيت فوجدت فرصه الدخول فابت ان تفوتها .. وربما ارادت ان تنهل من بركه الشيخ فعدت علي صينيه الطعام .. فارتبك الامر قليلا ,, ولكنها ابعدت دون اذي .. فلم تلقي بحجر ولم يتم ذبحها للوجبه التاليه .. فقد احس الطالب بكثير من الحرج ولكن حكمه الشيخ اعادت للطالب وعي ان ما حدث انما حدث من دجاجه ..