بسم الله الرحمن الرحيم.........وبه نستعين
**الشر الجأه إلى مخ العراقيب**
يقال في المثل : الشر الجأه إلى مخ العراقيب
الشر نقيض الخير؛ ولجأ الرجل إلى كذا أي لاذ به ..
وألجأته إليه: أضطررته ، والمخ نقى العظم ؛
والعراقيب جمع عرقوب، وهو العصب فوق عقب الإنسان،
وفي الحديث { وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِن النَّارِ } وهِيَ جَمْعُ عُرْقُوبٍ وَهُوَ عَصَبُ الْعَقِبِ .
روي انه قيل لابن سيرين
: ان قوماً يقولون من الشعر ما يوجب الوضوء ، فعجب من جهلهم ، وكان في المسجد ، فتمثل :
نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
ثم قام فاستقبل القبلة وكبر مفتتحا لصلاته.
والمعنى أنَّ الشر هو
الذي الجأك إلى سؤال اللئام. فيضرب عند الاضطرار إلى مسألة البخيل
. وإنّما خص العرقوب لأنه شر المخاخ، كما إنّه شر العظام
، كما قال الاخطل لكعب بن جعيل:
وسميت كعبا بشر العظام ... و كان أبوك يسمى الجعل
قال بعض الحكماء :
وعد الكريم نقد ووعد اللئيم تسويف
، وكان يحيى بن خالد يقول :
المواعيد شباك الكرام يصيدون بها محامد الإخوان ، ألا تراهم يقولون : فلانٌ ينجز الوعد
، ويفي بالضمان ، ويصدق في المقال ، ولولا ما تقدم من حسن موقع الوعد ، لبطل حسن هذا المدح.
قال المثنى بن حارثة الشيباني : لأن أموت عطشاً أحبّ إلى من أن أخلف موعداً.
وقال الحكماء : من خاف الكذب ، أقل المواعيد.
وقالوا : أمران لا يسلمان من الكذب
، كثرة المواعيد ، وشدة الاعتذار... وقال المثقب العبدي :
لا تقولـــنّ إذا مــــــــا لم ترد ... أن يتــــــم الـوعد في شئٍ نعم
وإذا قلت نعم فاصبر لها ... بنجاح الوعد إنّ الخلف ذم
وقال آخر :
إذا قلت في شئٍ نعم فأتمّه ... فإنّ نعم دين على الحرّ واجب
وإلا فقل لا واسترح وأرح بها ... لئلا يقول النّاس إنّك كاذب
وقال آخر :
تمنيت ما أرجوه من حسن وعدكم ... فكنت كمن يرجو منال الفراقد
هبونى لم أســــــــــتأهل العرف منكم ... أمـــــا كنتم أهــلاً لصدق المواعد
الفرقدان : نجمان في السماء بجوار نجم الشمال
المصدر * مجموعة وبشر الصابرين
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ__________________