اكتب اليكم وكل الاحداث الغريبه تمر بخاطري .. والحدث الغريب يكون غريبا في بدايته ويستمر غريبا حتي نهايته .. ولكن الغرابه تختلف عندنا باختلاف ريشه ذلك القادم الغريب علي المنطقه .. ذلك القادم الذي دخل قلوب الناس بشئ جديد عليهم ,, فلم تتعود جدراننا سوي علي جلود الماعز ولم تعانق في حياتها ارطب ولا الين منه .. ولم تعرف اشكالا غير المثلثات النوبيه ودوائرها .. ولم تتزين بغير اللون الابيض والاسود ومشتقات الخلط بينهما .. فهل للجدران حياة ؟؟؟ فقد جعل هذا القادم الغريب لها حياة ولها طموحات في التزين ولبس اجمل الحلي .. فدخل الغريب البيوت من ابوابها وادخل البهجه الي اهلها .. فلم يسأله احد من انت ولا من اين اتيت رغم اختلاف لون بشرته الواضحه واختلاف لسانه عنا .. فكل ما كان يقال عنه انه فلسطيني شردته نيران الحرب واخرون يعكسون الروايه فيقولون جاسوس اسرائيلي .. فمن تناقض الروايات حول شخص واحد يمكن ان نستشف تناقض افكارنا واختلاف نفسياتنا في جعل الصف واحدا ...
فمنذ ان خرجت الي الحياة وانا اري توقيعه علي كل شئ جميل ,, وكنا نحاول ان نقلد توقيعه في كراسات المدرسه متجاهلين كل توقيعات معلمينا فلم يكن هناك نجم غيره ..فكان يضرب به المثل في جمال الخط والرسم .. واصبح مصدر تباهي لكل اهل النوبه عامه من كرمه النزل الي حلفا القديمه انه يعيش بينهم .. وكان سببا في هجرة كثير من الشباب حتي يهيئوا جدران منازلهم بالصورة التي تسمح بمرور فرشاته وظهور ابداعاته .. فتغير مظهر القريه الخارجي لتتغير معه دواخل الناس ..
كان الغريب غريبا فقط في ابداعه ولكن غرابته لم تستمر في باقي حياته فتزوج من اهل البلده وانجب افرادا للبلده يحسبون لها وليست عليها ..
في يوم من ايام الاربعاء المتربه كالعاده ,, كنت اجلس بجوار والدتي وامني نفسي بوجبه افطار شهيه بعد غياب عنهم طالت فترته .. شعرت ان رياح ذلك الاربعاء يريد ان يقول شيئا مختلفا ,, كأنه يريد ان يزف خبرا ونبا هاما .. وفعلا كان خبر ذهاب صاحب الريشه .. فقد كان غريبا هذا اليوم .. ظهر فيه ما نسيه الناس طوال سنينه بينهم .. فاختلفوا حول دفنه بل حول دينه متناسين زواجه من مسلمه وانجابه لابناء مسلمين .. فلم يكن للشرع رأيه في ذلك اليوم انما كان للجهل كلمته الاخيرة في مواراة جثمان الرجل .. فكانت الرياح تشتد مع ازدياد شده الخلاف كأنها تناصره او تسخط عليه ,, ولكني شعرت ان رياح ذلك الاربعاء يريد ان يغطي كل مساحه جميله زرعتها يدا ذلك الفنان ويمحو اثاره من دنيانا لاننا قد لا نستحقها فلم تاتينا الشجاعه الا علي جثته ...
نواصل