اكتب اليكم وانا افتقد القدوة او الكبير كما يحلو لعامه الناس ان يسموه .. فكل حي له كبير ومربي استمد كافه الصلاحيات من قوة شخصيته .. واكملها اما بسخائه الواضح او بسرعه نجدته للملهوف .. فمن اعطي له الحق لمسائله كافه الناس كبيرهم وصغيرهم ,, نسائهم ورجالهم ,, غير صفاته الحميده ورجولته الحقه بكامل معني الرجوله ... فمنطقتي كانت مقسمه بين اولئك النفر الكرام .. كل واحد لا يتعدي منطقه الاخر ولا يحق له ممارسه صلاحياته اذا كان يحل ضيفا علي الاخرين...
فالشاب العاق العاصي كان الكبير له رسن ... والمراة الناشز تخضع لقرارات زوجها امامه .. بل كافه المشاكل يكون الكبير طرفا في حلها .. هذه كانت حياتنا لاننا كنا قريه في الماضي القريب .. ويحمل الفرد منا كامل صفات القرويه في ممارسه حياته بصورتها الميسرة والسهله ... فلم يكن الطمع يتعدي حدود التدين .. ولا الطموحات تجعل الفرد يقوم علي كتف اخيه .. ولكن الاشياء تتغير فجاة في حياتنا رغم ان فترة تغيرها يستغرق سنينا عديده .. ولكن فجائيتها تاتي من عدم وجود المرونه في تفكيرنا .. وعدم قابليه نفوسنا علي تصديق ان الاشياء لها ابعاد مختلفه وزوايا نراها الان واخري في المستقبل ولكنها تكون محصله ونتيجه لظهور الاولي .. فربما قرب المدينه واستغراق السفر اليها بعضا من يوم بدلا عن الاسبوع او يزيد جعلت المدنيه تزحف الينا بسرعه .. ولربما هذا ليس بالسبب الكافي في اعتقاد معظم الناس فهنالك قري كثيرة تجاور المدينه لسنوات عدة ولا تزال تحمل صفاتها الموروثه عن جدودها ... هل اذن التغيير يكون نتاج اختلاف الموروث الثقافي بيننا والمدينه والذي يقف علي راسه اختلاف اللغه .. والذي عاده ما يكون حاجزا في مقدرة تعبيرنا عن انفسنا بحيث يمكن ان يفهمنا الطرف الاخر ....
كل شئ عندنا يقوم علي المجهود الاهلي والشعبي رغم امكانيه التنفيذ عن طريق الجهات المختصه .. وهذا تواصلا اما لاحساسنا بعدم مقدرتنا علي المطالبه بحقوقنا .. او لاستحائنا الشديد من اطلاع الغير علي عيوبنا ونواقصنا .. فكم من الحكام عبرو المنطقه عبر المزارع والحدائق بعد ان شقت لهم الطرق بداخلها حتي لا يستنشقوا غبار الطريق العام .. ولا تقع اعينهم علي بعض المنازل الخربه ذات الطابع النوبي الاصيل والذي يعتبر قديم لا يصلح في نظرهم ..
لكل انسان رايه الخاص حول الواقع الحالي ورؤيته للمستقبل القريب وربما تعداها البعض للمستقبل البعيد , ولكن عدم وجود القناعه الكامله باننا مكتملين وتركز المال في ايدي القله ,, ولدت فينا رغبه التغيير والتغير فكان تغييرنا نحو الاتجاه المعاكس بازاله الفضائل واستجلاب الرزائل .. والرغبه الملحه في الخروج من القوقعه هي السبب في ابتعاد الكم الهائل من الاهل والاحباب والاصدقاء عنكم ..
نواصل