فقد كان يشاهده راكب السيارة في منطقه ما وقبل ان يصل الي مبتغاه يكون الولي قد سبقه اليه رغم بعد المسافات .. وقد كان لهذا المحمد محطات يقف فيها .. منازل معينه ياكل فيها واخري ينام فيها ولو غير النيل مجراه لم يكن للولي ان يغير برامج حياته .. فقد تربع الولي علي عقولنا فترة طويله .. ونشأنا علي سماع كراماته المتعدده ولكنه ايضا فارقنا بطريقه غامضه في اعتقادنا لان لا احد كان يتوقع له الفناء ولم نكن نتوقع ان تشرق الشمس لتعلن نبأ وفاة الولي محمد .. ذهب محمد ولكن ترك مخلفاته في اذهاننا .. ولربما كنا نزايد نحن لان تربيتنا متصوفه تؤمن بالشيوخ وكراماتهم .. وما تزال القباب تشهد قوة تواجدهم في الماضي .. فاعيادنا كانت جوار اضرحتهم وكلنا كنا نسعي لاكمال فرحتنا بزيارة تلك المناطق .. كل واحد فينا له اعتقاده الخاص .. وتختلف درجات الايمان بين الذي يعتقد ان عدم الذهاب سوف يصيبه باللعنه طوال العام حتي تعود تلك المناسبه مرة اخري .. ومنهم من يستقي اعتقاده من هتاف ( انت وشلنك اركب رجلك ) ..
اكتب اليكم ويمر بي طيف ذلك الشيخ الطيب الذي يعرف من الحياة فقط ما وقعت عليه عينيه .. ويدرك تفكيره ما املته عليه تجاربه .. ويداه بارعتان في استخدام ما الفته من الات .. ويحمل قلبه الكبير العطف لكل الناس .. ولم يعرف من الخلائق غير الرجل الابيض المرسوم في ذهنه بلبسته الغربيه وتاريخه الاستعماري .. وحاضره المتقدم تكنلوجيا ( فكل ابيض عنده مخترع ) ويعلم ما لا يعرفه غيره من الاجناس .. ولا يستطيع احد مهما كان ان يغير هذه الفكرة عن شيخنا .. والشيخ اسمر اللون يميل الي السواد .. ولون بشرته لا تعكس عما بداخله من طيبه تصل الي حد السذاجه .... اذكر ان هذا الشيخ خرج يوما مع بعض اصدقائه مستغلين سيارة من القريه الي المدينه ,, ولسوء الحظ ضل السائق الطريق واختلفت عليه اثار الارض وترابها .. الوقت يمر والمدينه المرتقبه لا تظهر وكأنها تسير امامهم .. الليل اسدل ستاره .. اوقف السائق سيارته ليخبر الاقران بانه اصبح لا يعرف ان الشرق علي يمينه ام علي يساره .. فاصبح الجميع يخرج ما لديه من مواهب وما لديه من علم ... منهم من يبحث نجمه الغرب ومنهم من يبحث في الارض رغم حلاكه تلك الليله .. كل هذا والشيخ جالس لا يشاركهم في شئ .. وبعد ان سكت الجميع .. واوقف الباحثين بحثهم .. وايقن الجميع انه لا محاله من الهلاك .. نهض الشيخ واقفا امام السيارة قائلا ( اضيئوا الانوار لنعرف اتجاه الظل ) .. فضحك الجميع من سذاجه الشيخ .. ولكنه قال ما لديه مخافه ان يلقي الله وهو يكتم ما يعرفه .. ولم يدرك احد هذه الحكمه بيد ان الجميع عادت لهم الحيويه .. وخامرهم الامل من جديد في بلوغ المدينه ,, بعد ان جنح عقل كل واحد منه ,, ماذا لو ضللنا الطريق حقا ؟؟ ,, اكتب اليكم وانا اقول ماذا لو ضللت الطريق حقا ؟؟ كيف اعود اليكم اعزائي .. فلا احد يقول لي حكمه الشيخ ولو بطريقه ساذجه .. اكتب اليكم وانا لا اخفي اعجابي بذلك الشيخ .. بعد ان علمني ان لا اكتم ما سوف يسألني عليه ربي .. فالحياة احبتي لا تستقيم ان خلت من التعلق باحبال الله والتيقن من رحمته ولطفه ....
نواصل