مـلـتـقي ابـنـاء الـســودان
اهلا وسهلا بكم في ملتقي ابناء السودان
مـلـتـقي ابـنـاء الـســودان
اهلا وسهلا بكم في ملتقي ابناء السودان
مـلـتـقي ابـنـاء الـســودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـلـتـقي ابـنـاء الـســودان


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اهداء للعزابه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد البدري
مشرف
مشرف
محمد البدري


عدد المساهمات : 53
نقاط : 150
تاريخ التسجيل : 28/01/2011

اهداء  للعزابه  Empty
مُساهمةموضوع: اهداء للعزابه    اهداء  للعزابه  I_icon_minitimeالجمعة فبراير 11, 2011 9:15 am

[قراءة في قصيدة (عروس) للشاعر الهادي آدم]
محمد البدري أتاني صاحبي يبغي عروسـاً
وكنت مشــيرَهُ في كل أمرِ
فقمتُ مهللاً وطفقـتُ أتلـو
عليه كـلَّ عالقـةٍ بفكــرِي
بهذه المقدمة بدأ الأستاذ الشاعر الهادي آدم ـ رحمه الله ـ قصيدته (عروس) التي تصور موقفاً واحداً بسيطاً، ولكنه موقف في غاية الطرافة، وقع بين الراوي وصديقه الذي طلب إليه أن يختار له عروساً، فعرض عليه خيارات عدة، لم يعجبه منها شيء سوى الأولى التي كان ـ لسوء حظه ـ أن خُطبت لغيره. ولعل هذا لحسن حظها؛ لأن صاحبنا كان سيبحث كعادته عن أي عيب فيها ليتخذه ذريعة لصرف النظر عنها.
فحين عرض عليه الراوي الأولي بقوله:
فقلت له (سعـاد) فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري
سهرتُ الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدِّي وحصرِي
كان جواب صاحبنا:
ولكن يالحظِّي قـيل لمـا
ذهبتُ أريدها خُطِـبتْ لغيرِي
ومن ثم يعرض عليه الراوي (هدى) فيجيب بأنها ذات أخلاق وتربية وتهـذيب:
فقلت: إذن هدى .. فأجاب خُلقٌ
وتهـذيبٌ وتربيةٌ لعمـرِي
غير أنه يستدرك:
ولكن ما لها في الحسن حـظٌ
وهل وجهٌ يطيبُ بغيرِ سحـرِ
ويحاول أن يغريه بـ (زينب) التي تقلب قلوب العاشقين على الجمر:
فقلت: إذن فزينبُ ذات حسنٍ
يقلب عاشـقيها فوق جمـرِ
فقال: وما يفيد الحسـنُ ما لمْ
تزنه خلائق كالمـاءِ تسـرِي
وحين يحتج راوي القصة من هذا الرفض المتواتر، يحاول صديقه أن يرضيه بأن يطري عليه واصفاً إياه بأنه أعلم بالغواني، ومشبهاً له بالدرة في كل نحر، فيعود الراوي بعد أن تهدأ ثائرته ليقدم ما في جعبته، كأنه قد رضي بهذا الإطراء، فيقترح عليه هذه المرة (زهراء) التي يشبهها بظبية البانـة التي لاحت بصحراء، ولا ينسى أن يثني على أخلاقها وسلوكياتها:
فقلت: أرى لزهراء التفاتاً
كظـبية بانـةٍ لاحت بقفر
وأخلاقاً من الأنسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري
ولكن يأبى صاحبنا إلا أن يجد ثغرة من الثغرات:
فقال: نعم ولكـن بيتُ سـوءٍ
وبيت السـوء بالحسنـاء يُزرِي
ألم تسمع حديث النـاس عنـهُ
وعن ماضيـه مـن قبرٍ لقبرِ
فقلت: وما حديث النـاس إني
رأيتُ الحب لا يرضـى بأسـرِ
ويبدو أن هذا التبرير لم يعجب صاحبنا الذي ثار معاتباً، فلاذ الراوي بالصمت لمَّا رأى علامات الزجر في وجهه. ومن ثم استرسل:
قلت: إذاً (حليمة) قال: قبحـاً
لرأيك أشتـري جهـلاً بمهرِ
وما ذهبتْ إلى الكُتَّاب يومـاً
وما قـرأتْ ولو مقـدار سطـرِ
وهنا ضاق به الراوي ذرعاً وعيل صبره، ولكنه تمالك نفسه ليلقي آخر ما في جعبته:
وقلت: (حياة)، قال: بها شلـوخٌ
وسلوى، قال: تلك بغير شَعْرِ
وما كان للراوي إلا أن قال بعد أن نفد جميع صبره:
وقلتُ اختر إذاً عشْراً حسانـاً
وخذْ من كل واحـدة ٍ بقـدرِ
وصُغْ منهنَّ واحـدةً وخُذْهـا
إليك قرينـةً ما دمـتَ تدرِي
وبهذه الخاتمة الساخرة الموحية يدلل الشاعر الهادي آدم ـ رحمه الله ـ على أن الكمال البشري غير موجود إطلاقاً؛ لأن الكمال لله ـ عزَّ وجلَّ ـ وحده، وقد يجد المرء كثيراً من الفتيات اللائي حباهن الله قدراً من الحسن والجمال، ولكنهن لا يعتنين بتثقيف أنفسهن وتحليتها بالأخلاق والقيم. ويحضرني قول أحد الكُتَّاب العرب في هذا الصدد حيث يرى أن (المرأة التي تأنس في صورتها شيئاً من الملاحة تحسب أنها قد ظفرت بكـل شيء، وتنسي أن جمال الصورة وحده لا يكفي، وأن لا بد له من الشطر الآخر: جمال النفس؛ وأنها ما زالت ناقصة أن تزين نفسها بالتثقيف، وأن تحلي روحها بالفضائل). وفي المقابل قد تجد امرأة اهتمت بتزكية نفسها وتغذيتها روحياً، ولكنها حرمت الجمال؛ وقد تجدها جميلة وعلى قدر من الدين، ولكن البيئة التي تعيش فيها بيئة سوء ـ كما في القصيدة ـ، وهكذا.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبُه
و‏القصيدة في مجملها تدعو للتعامل بواقعية في أمر اختيار الزوجة، بمراعاة الطبيعة البشرية التي لا تخلو من نقص، فيكفي أن يكون الجانب الإيجابي طاغياً على الجانب السلبي ليتم الاختيار؛ لأن البحث عن الكمال البشري ضرب من الخيال.
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقطْ
تريد مبرأً لا عيب فيه وهل نار تفوح بلا دخانِ؟!
ويؤيد ذلك قول النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) (رواه مسلم). والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع لنا المعيار الأهم من بين المعايير السائدة في المجتمع: (تُنكح المرأة
لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك) (رواه البخاري][/size] :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اهداء للعزابه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـلـتـقي ابـنـاء الـســودان :: منتدي الحوار العام-
انتقل الى: